مذكرات طفل كبير




عندما كنت
صبياً كنت مولعا
بصيد الفراشات
لكنى عندما كبرت
لم اعد اهتم بالركض
وراءها
لاننى عندها ايقنت
انها مراهقة
******
عندما كنت طفلاً
كنت اذهبوحيدا
الى الحقل
كنت اجهل خطورة
اللعب مع النحل
لكننى عندما كبرت
علمت ان وخز
النحل ليس بالسهل
********
عندما كنت
صبي
كنت اشعر
بانى ذكى
لكننى عندما كبرت
وعلمت الفرق
بين الغباء والذكاء
ايقنت عندها اننى
كنت اغبى الاغبياء
********
عندما كنت صبيا
إذا ما أخطأت
كانت أمى
تضربنى على يدى
لكننى عندما كبرت
علمت ان لن
يضربنى احد
فكلما اخطأت رأيت
يدى تضرب يدى

********
عندما كنت صبى
كنت اجهل
معنى الكآبة
و كنت اجهل
كيف يمسك القلم
لكننى عندما كبرت
احترفت الكآبة و
احترفت الكتابة
********
عندما كنت صغيرا
كانت تحبنى
بنت الجيران
كانت عيناها
كعينى الغزلان
كنا نكتب اخبارنا
فى خفية على الجدران
و لكن كعادة الازمان
الا يبقى شيئاكما كان
فقد امر ابى بالرحيل
لبيت غير بيت
بنت الجيران
***********
عندما كنت صبيا كنت
أظن اننى سأخطب
أميرة أشعارى
لكننى عندماكبرت إيقنت
اننى لن اخطب
إلا خادمة تختارها امى
********
عندما كنت صبيا كنت اظن
اننى سأكون شاعر بلا حراسة
شاعر طاهر
لا تلمسه النجاسة
لكننى عندما كبرت علمونى
ان النجاسة هى السياسة
**********

أرجوكم لا تسخروا منى






(( أرجوكم لا تسخروا منى )) قد ذكرنى هذا الكتاب بمعاناه سابقة , ربما ليست معاناه بحد ذاتها ولكن تمثل مشكلة

وعقبة أتذكرها دائما .....

الكتاب عبارة عن رواية تحكى لنا فيها جودى بلانكو عن قصة حياتها فى المدرسة و كيف كانت تعانى من إهانات داخل

المدرسة , حيث كانت منبوذة الفصل , الكتاب رواية شيقة حقا يصور حال قطعة من المجتمع الامريكى ألا وهى شريحة

المراهقيين ..... و يبرز (( سوء المعاملة داخل المدارس )) و لا يقصد سوء معاملة المدرسين للطلاب بل سوء معاملة

الطلاب للطلاب ...


أتذكر مواقف كثيرة لى عندما كنت فى المدرسة , كنت من الطلاب المتفوقين جدا على مستوى المدرسة , عندما كنت فى

الابتدائية كان عدد طلاب الفصل خمسة اولاد و تسع بنات ... لا تستغربوا من قلة العدد ..... كنت متكيف إجتماعيا مع

تلك المجموعة الصغيرة .... والسئ فى الامر اننى اتذكر دائما سوء معاملة الطلاب لى و انا فى المدرسة .... أتذكر

موقف عندما كنت فى فناء المدرسة فكنت العب مع أصدقائى ...... و بدون مبررات قام أحدهم و ضربنى .... و كان

يسخر منى .... كانت الامور بلطجة و لانه يفوقنى سنا .... فكان من الصعب أن أرد حقى بذراعى ....فكنت دائما أذهب

إلى أقرب مدرس .... و لكن الأمور لا تتغير فالمدرسة أو المدرس يعتبره (( لعب عيال )) فلا يهتم للامر قط ....

ربما تكون مشكلة فى ناظركم أنها طفيفة أو لا أهمية لها ..... لكنها مشكلة كبيرة بالنسبة للطالب الطفل الذى قد يتعقد

نفسيا جراء سوء المعاملة ....


أتذكر موقف آخر كانت هناك مجموعة من البلطجية يحبون إذاء الطلاب الغلابة أو المحترمين .... كنت لا انتبه لايذائهم

.... كانوا لا يقيموا لى وزن ... وذلك كان يضايقنى .... حتى جاء يوم لا أنساه أبدا ... جاءنى أخى فى فناء المدرسة

باكيا ليشكو لى أن أحدهم قد ضربه ..... لم اتمالك أعصابى فذهبت إلى من ضرب أخى و انهلت عليه بالضرب .... حتى

سقطت باكيا .... و علمت أنه من تلك المجموعة البلطجية ... لم أبالى ... فقد جاءوا لينتقموا لصديقهم ... لكننى كما

يقولون ( لوشت بالضرب عليهم )) حتى أنهم خافوا فهربوا ..... كنت سعيدا جدا فى تلك المرة ..... ولكن ضميرى

كان يؤنبنى لاننى لا أحب إستخدام العضلات .....

ليس تلك المشكلة فى المدرسة فقط بل حتى فى الشارع و ليس من الضرورى أن تكون طفلا كى تهان .... لكنك أيضا تهان إن كنت من البالغين ....


يحكى لى أحد أصدقائى عندما كان فى المدرسة كان الصف الثالث الثانوى يقوم بأعمال بلطجة تصل إلى حد مهيب ....

كان هؤلاء الطلاب يضربون المدرسيين و يسخرون منهم حتى أن أحدهم كان يبصق فى وجه المدرس ووصل الأمر أنه

وضع فوق رأسه سلة المهملات .... عندما سمعت ذلك لم أفاجأ قط .... لأن الذى يهين طالب صغير ضعيف .... إذا

ملك القوة والسطوة فإنه يمكنه فعل أى شئ ...


إنى أرى أن المدرسة قد تكون لكثير من الطلاب سجنا لا مكانا للتعليم ....

و أيضا من الأشياء التى أذكرها أن الفصل فى الثانوية ينقسم إلى مجموعات و الذى ليس معك ضدك .... هكذا كان

الوضع ...


قد الصق الأطباء النفسيون ذلك الوضع بأنها أمور طبيعية تحدث فى سن المراهقة و أن العيب من الطلاب المنبوذين

لأنهم ضعاف الشخصية ....

عجبا ..... لا أعلم إذا كان ذلك الطفل الصغير الذى لم يتجاوز العاشرة من العمر يتعرض للاهانة و السخرية و يقع عليه

اللوم لأنه ليس مفتول العضلات و ليس ذو شخصية قوية .....

هى ليست مشكلة موجودة فى مصر فقط لكنها موجودة أيضا فى العالم كله , و توجد بشكل بشع فى أمريكا حيث قد يصل

العنف إلى ان أحد الطلاب قد قتل زميله فى الفصل ...


فإذن نحن فى نعمة كبيرة عندما يقتصر الأمر على إهانة المعلم .....