عظيمة يا مصر ...... الجزء الثانى


..... الختم الثانى ............................ ( أبى ..... الراحل دائما ... )


بعد أن استقريت فى مصر , بعد مضى أكثر من إحدى عشر عاما من عمرى فى الخارج ....

من الضرورى ان تحدث تغيرات جذرية فى حياتى ..... و من هذه التغيرات ... الجذرية .... هو حتمية البعد عن أبى ... بموجب عمله فى الخارج

كان فى بداية الأمر كان فى غاية الصعوبة .... لكننى فى زحمة الحياة سرعان ما تناسيت ... لكن يبقى الحال هو الحال ...


أبى ليس معى ........ بمعنى آخر .... نصفى تخلى عن نصفى ....

...... أذكر اليوم الذى ودعنى فيه أبى فى المطار ..... كان قبلها قد أوصانى بالوصايا العشر .... (( خد بالك من كذا .... و من كذاا ... انت راجل البيت دلوقتى .... أخواتك .... و هكذا .... )) .... و عند الوداع .... سقطت منى دمعة واحدة ... لكنها أغرقت عينى ...

كَبت مشاعرى و ذهبت بعدها إلى كرسى إنتظار الطائرة ... تاركا ورائى ذكريات إحدى عشر عاما ....

ركبت الطائرة .... حاملاَ معى أحلام يقظة عن بلادى الجديدة التى سوف اتعرف على ملامحها ..... و كنت فى شدة التساؤل والحيرة ...

هل حقاَ الناس فى مصر .... مثلى ... ؟ ... هل حقا لهم نفس الصورة الجميلة التى فى خيالى ... ؟

الصورة التى من ملامحها الاساسية ... الجدعنة والمروءة والحب والأهل الجدعان اللى يقفوا معاك .....

المهم ....
.... وصلت الطائرة بسلام و مع أول لمسة لعجلات الطائرة لارض المطار أرتجف فؤادى و تأهبت عينى لرؤية بلادى

... كان عمى منتظرا فى صالة الانتظار ... عندما رأيته ... شعرت ان جزء من أبى ما زال على أرض الوطن ... ربما للشبه الكبير الذى يجمعهم ... أو ربما لاحساسى العميق بحاجتى للابوة التى أريد ان استمدها من ملامحه ...


المهم .... دخلنا منزلنا و جلسنا على الصالون مستريحين من عناء السفر ..... و لكنى كنت انظر إلى هذا الكرسى الخالى فى آخر الصالون

كأننى أرى أبى عليه جالسا ... رغم ان الجميع من حولى كانوا مبتسمين إلا اننى كنت نصف مبتسم ... و كأن شوقى لبلدى قد قتله شوقى لابى ...

فهل رجوعى لموطنى يكون بمقابل ألا أرى ابى ..... ؟ فهل هذه هى ضريبة الرجوع ......... ؟

لا أعلم .......












1 مضوا على مذكراتى:

زي ما بيقولوا

دوام الحال من المحال

اكيد الحياة مش هتمشي بنمط واحد كل الايام

لازم بتحصل تغيرات سواء كانت مفرحة او محزنة ولازم نتقبلها ونتعامل معاها بمرونة

تحياتي لك

ومنتظرين المزيد